إعلام الضفة 25-8-2022م
حانت الساعة وتنفَّس الصبح عن سنوات عجاف، برهانٌ يسطع من بين الركام، ومن رحلة التيه والآلام، يصرخ ملء السمع والبصر، هذه الأرض على موعد مع الدم، على موعد مع الفكرة التي لا تموت، والجذوة التي لا تنطفىء، والانتفاضة التي لا تتوقف، والمقاومة التي لا يبصر رصاصها إلا مآذن القدس.
وحدكم يا جيل الإيمان والوعي والثورة، تحملون عبء المرحلة وكل مرحلة، تصححون المسار وتصوبون البوصلة، وتصنعون الكتائب وتوحدون الساحات، وبدمكم الطهور المسربل من النحور تنتصرون على سيف الظلم والعدوان، وتنتصر بكم فلسطين كل فلسطين.
هذا يومكم المنتظر، وأنتم تفتتحون الساحات أفواجاً بعد أن كادت أن تكون بضاعات للعرض والطلب، وأنتم ترسمون خارطة فلسطين من الحدود إلى الحدود، ومن الشمال إلى الجنوب، ومن الوطن إلى الغربة، وطن واحد لا يقبل القسمة إلا على أهله، وأنتم خيرة أهله ورجاله.
هذه المسيرة التي خضبتها دماء الشهداء وامتدت الرايات تسقى بالأحمر القاني، فما سقطت راية إلا ارتفع في أرضها أضعافاً مضاعفة، فقد كان القتل فيكم وأنتم قلة مستضعفة، فما وهنتم وما ضعفتم، فقد خسرنا المهندس عصام براهمة فخلف من بعده قافلة من العقول التي أعجزت وأذلت (إسرائيل).
لقد فرح العدو باغتيال القائد إياد حردان، فكان القائد إياد صوالحة حامل لواء الشمال ثم اغتيل على درب من سبقه، فكان محمد سدر في الجنوب، وخسرنا مفكرنا نعمان طحاينة، فحمل الراية أميرنا لؤي السعدي، واستمرت الفكرة تواجه بالكف ذلك المخرز، وتناطح العلو والإفساد الصهيوني.
شهدت لكم الانتفاضة تلو الانتفاضة بعبق الاستشهاديين، ثم صنعتم ملحمة العصر في جنين، ثم تلملمون الحروف وتعيدون الكلام إلى قاموسه الحقيقي فكانت الكتيبة إيذاناً يخرج من نفق الحرية، وامتدت الكتائب بقعة من نور ونار، ويأتي نبأ "وحدة الساحات"، نداءآ للقدس واستجابة للأمين المؤتمن.
يا أبناء الشقاقي من الجليل إلى الخليل وفي القلب قدس لا تغيب عنها الشمس، مروراً بأريحا وجنين وطولكرم وطوباس ونابلس ورام الله وقلقيلية وسلفيت، يا طليعة الأمة وصنيعة الانتصار، في مخيمكم الشاهد والشهيد قد تداعى الجمع، فأرونا بأسكم وكثرة سوادكم ونضرة وجوهكم.
يا أهلنا يا شعبنا، في المدن والقرى والبلدات والمخيمات، يا ذوي الشهداء وأحبابهم، هذه أرواح الشهداء تحلق في الساحات، يا عوائل الأسرى والمشتاقين لهم، فجر أبنائكم غدآ هو آت، يا أهالي المجاهدين وحاضنة المقاومين هذا مشهدكم وثمار صبركم، يا أهلنا هذا العرس لكم وبكم.
يا شبابنا وأبنائنا وجيلنا الواعد الذي سار على درب جميل العموري وعبد الله الحصري وداود الزبيدي وأمجد الفايد ونور جرار وأحمد السعدي وبراء لحلوح وإبراهيم النابلسي وإسلام صبوح، هذا هو الاحتفاء الحقيقي بأحبابكم والتكريم الذي يليق بالذين خرجوا بأموالهم وأنفسهم ولم يرجعوا منها بشيء.
اليوم موعدنا، مع فلسطين كل فلسطين، تتزين فيها الساحات بدماء القادة تيسير الجعبري وخالد منصور، ورياض الكفريني وإبراهيم النابلسي واسلام صبوح وحسين طه ووسيم خليفة وصلاح صوافطة، وتصطف الرايات السمراء تهتف لكل الجهات، وتتجلى أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تنير الطريق إلى القدس.
تعليقات
إرسال تعليق