إعلام الضفة 25-7-2022م
على كل بقعة من هذه الأرض المحتلة تُروى حكايات وحكايات، يسطر أصحابها وفرسانها محطاتُ عزٍ وفخار، ليرسموا الطريق نحو القدس، مؤمنين إيمانًأ راسخًا بالوصول إلى هدفهم المنشود بالتحرير.
اغتيال مقاومي نابلس:
اغتالت قوات الاحتلال يوم الأربعاء الثالث عشر من ديسمبر 2021م، المقاوم جميل الكيالي بإطلاق النار عليه بشكل مباشر، حيث كانت تربطه علاقة قوية مع مجاهدي كتيبة جنين.
تصاعدت عمليات الاحتلال واغتيال المقاومين، فبعد ظهر الثلاثاء 8 فبراير وفي وضح النهار، تسللت قوة صهيونية خاصة إلى مدينة نابلس واعترضت مركبة فلسطينية يستقلها ثلاثة مقاومين، حيث بادرت بإطلاق النار تجاه سيارتهم ليرتقوا شهداء، وانسحبت بعد تنفيذ عملية الاغتيال.
حالة من الصدمة والغليان سادت أوساط المواطنين عقب جريمة الاغتيال التي طالت المقاومين الثلاثة: أشرف المبسلط ومحمد الدخيل وأدهم الشيباني وصدحت الحناجر مطالبة بالرد والثأر.
وعلى أرض الميدان، في أزقة جبل النار، كان من يتحضر لإشعال اللهيب وإعادة الاعتبار، ليوصل الرسالة بوضوح أن ما قبل الاغتيال لن يكون كما بعده.
انطلاق كتيبة جبل النار:
ظن الاحتلال أنه من خلال تنفيذ عمليات التصفية للمقاومين، أن جبل النار هدأت نارها وانطفأ أوارها، حيث حشد المستوطنون ليلة الرابع والعشرين من شهر مايو 2022م، لاقتحام منطقة "قبر يوسف" بحماية من قوات جيش الاحتلال، ولم يكن يعلم ما ينتظره.
ثلة مجاهدة من أربعة مجاهدين من أبناء سرايا القدس كانت للقوات المقتحمة بالمرصاد، حيث كمن اثنان من المجاهدين على أسطح إحدى البنايات المقابلة لقبر يوسف، فيما كمن المجاهدان الآخران في الأشجار المقابلة، وما إن دخل جنود الاحتلال ومستوطنيه إلى المكان تمت مباغتتهم بزخات من الرصاص، ليصدر بعدها بيان سرايا القدس الذي يؤكد انطلاق عمل كتيبة نابلس الجهادية التي جاءت امتدادًا لكتيبة جنين وأعلن عنها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة.
واصل الاحتلال تصعيده على نابلس، وأراد رد اعتباره بعد استهداف جنوده ومستوطنيه، فحشد جنوده لحماية دخول قطعان المستوطنين لأداء صلواتهم التلمودية في ليلة التاسع والعشرين من يونيو 2022 ظانّاً أن اقتحامه سيمر دون مواجهة.
كان أبطال كتيبة نابلس في سرايا القدس في مكامنهم بانتظار اللحظة المناسبة، فما إن بدأت حافلات المستوطنين بالدخول إلى "قبر يوسف" بدأ رصاص العز يزغرد تجاههم بصيحات الله أكبر، ليشكل لهم كابوسًا كل ما أرادوا الدخول.
ساعات عصيبة مرت على جنود الاحتلال ومستوطنيه، تحت زخات رصاص أبناء كتيبة نابلس، الذين سطروا في تلك الليلة معركة الشرف والكرامة وإعادة الاعتبار لجبل النار. حيث أسفرت الاشتباكات بحسب اعتراف العدو عن إصابة قائد المنطقة العميد "روعي تسافيغ" إضافة إلى ثلاثة من المستوطنين، لتعلن سرايا القدس، أن العملية جاءت ردًأ على اغتيال الشهيد المجاهد محمد مرعي أحد أبطال كتيبة جنين، في رسالة واضحة لتأكيد الترابط بين ساحات العمل المقاوم في الضفة الغربية المحتلة.
ليلة حامية الوطيس:
لم يستوعب جيش الاحتلال الدرس جيدًا، ولم يفهم أن ما بعد انطلاق كتيبة نابلس ليس كما قبله، فحاول جاهدًا ضرب بنية المقاومة المتصاعدة، فتسللت وحداته الخاصة تحت جنح الظلام فجر الأحد الرابع والعشرين من شهر تموز 2022م، لتنفيذ عمليات اغتيال بحق مقاومي نابلس، معتقدًا أن العملية ستتم دون مقاومة.
وما إن دخلت قواته الخاصة إلى البلدة القديمة، حتى تم اكتشاف أمرها من قبل المجاهدين الذين كمنوا واشتبكوا معها بشكل مباشر، ما دفع الاحتلال بتعزيزات إضافية حي الياسمينة بالبلدة القديمة، لإنفاذ قواته التي وقعت في وحل نابلس من جديد.
استمرت المواجهة بين قوات الاحتلال والعشرات من المقاتلين في البلدة القديمة لقرابة الـ 4 ساعات سطروا فيها ملحمة بطولية، ولم يستجيبوا لنداءات الاحتلال بتسليم أنفسهم، مما دفعه لاستخدام الصواريخ في قصف المنزل الذي يتحصن به المقاومون.
انتهت المعركة بارتقاء اثنين من مقاومي نابلس الشهيدين البطلين عبد الرحمن صبح ومحمد العزيزي، لكن لم تنته المقاومة، لتبقى جبل النار عصية على الانكسار وعنوانًا للمقاومة الفلسطينية الباسلة.
تعليقات
إرسال تعليق